مجزوءة الوضع البشري

مجزوءة الوضع البشري
الإنسان يتجاوز كل 
سعر... و لا يمكن 
أن يقدر بثمن 
  كانط
مدخل تمهيدي:
نقصد بالوضع البشري الوجود الإنساني الدي يمتاز بالتداخل والتعقيد، فهو من جهة،يرتبط بالوعي ولأخلاق والحرية، وهو من جهة تانية، يتصف بخصائص وسمات نفسية واجتماعية تتغير باستمرار. إن قوام الإنسان في الوجود ليس باعتباره جسدا، إنما وجوده كفكر وكوعي وامسؤولي أخلاقية. وهو في نفس الوقت مشدود إلى الأخر، أما وجدانيا أو لأن وعيه بذاته لا يتم إلا بوجود الأخر... إن كل هذه الأبعاد المرتبطة بالوضع البشري (الشخص ـ الغير) هي التي تشكل المجزوءة ككل.

1-الشخض
يرتكز مفهوم الشخص على فكرة الذات الحرة، إنه جوهر مفكر، يتحدد مع (ديكارت) كعقل " أنا أفكر إدن أنا موجود" ومع (كانط) فهو كائن أخلاقي، يمتلك عقلا أخلاقيا يستطيع بواسطته تحديد واجباته باعتباره مجرد من كل ذاتية، يقول كانط:"تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شحصك، كما في شخص غيرك، كغاية دائما وأبدا، وليس مجرد وسيلة البتة". يبدو انه من الصعب أن يحسم المرء في وجود تحديد نهائي للشخص، إنه ذات واعية تتعارضوتخلف عن كل الأشياء، فالوعي هو الذي يمنح للشخص حضوره. غير أن هذا الشخص تتعرض ذاته عوامل داخلية وأخرى خارجية

2-الغير
ليس الإنسان عضوية بيولوجية خاضع لقوانين الطبيعة بل هو شخص ذاتي، أو كياني عاقل، يمتلك إرادة وحرية ومسؤلية عن أفعاله، لكنه، في نفس الوعت، يتفاعل بالضرورة مع محيطه الإجتماعي والبيولوجي والنفسي والحضاري، وهذا التفاعل الديناميكي المتغير والمتعدد الأبعاد، هو ما يفسر البعد العلائقي للوجود الإنساني،أي إدراك ضرورة الأخر لوجود الأنا واكتشافه لنفسه سواء كان هذا الأنا هو الأخر الفردي أوالجماعي، وبحكم هذه  الضرورة نكون ملزمين لفهم هده العلاقة ، أي معرفة الأخر من أجل التواصل والتعامل معه. إن الغير ببساطة،  هو الأخر المختلف والغريب أحيانا، عهو أخر بشري، إنه بتعبير سارتر "الأنا الذي ليس أنا. إن نوع هذه العلاقة، هي بالضبط، جوهر اشكالية الأنا والأخر، واشكالية الهوية والأختلاف. فكيف نعي هذا الأخر ونتعرف عليه؟

الأستاد: عبد الرزاق سايف 

جميع الحقوق محفوظة © 2013 باك ديالك تمارين دروس امتحانات