التاطير الاشكالي للمحور :
أطروحة إيمانويل كانط:
عندما ينظر إلى الإنسان باعتباره يتقاطع مع الكائنات الأخرى داخل الطبيعة فهو لا يعدو أن يكون مع هذه الكائنات قيمة مبتذلة. لكن عندما ننظر إليه بوصفه شخصا، أي كذات لوعي أخلاقي عملي (أي ذات تتصف بالوعي الأخلاقي العملي) ، سنجده، والحالة هذه، يتجاوز كل سعرن وبالتالي لا يمكن أن نقدره بوصفه شيئا في ذاته (اي كوسيلة لتحقيق غايات الاخرين أو وسيلة لتحقيق غاياته الخاصة) بل يمكن تقديره كغاية في ذاته
إن ما يميز عقلانية كانط عن باقي التصورات الفلسفية والعقلانيات الأخرى، هو أنها أضافت إلى وعي الشخص بعدا أخلاقياعملياومعنى ذلك أن الشخص لا يرتكز فقط على البعد الواعي، بل يستند، أيضاعلى البعد الأخلاقي العملي الذي يتجسد في جملة من المبادئ والقيم والمعايير الأخلاقية والقانونية، وهذه المبادئ هي ما يجعل من الشخص كائنا ذو كرامة فهو ليس مجرد وسيلة التحقيق غايات الافراد، (الكذب رذيلة ولو كان لحماية صديق من مجرمين يودون قتله)، وليس مجرد وسيلة لتحقيق غايات الذات . من كذب على شخص فكأنما كذب على الناس جميعا) بل هو غاية في حد ذاته . فالذي يجعل الشخص لن يسمو عن باقي الكائنات الأخرى ويبتعد عن كونه قيمة مبتذلة هو امتلاكه ذاتا مفكرة، تستشعر المسؤولية وتقوم بالواجب الأخلاقي ومن تم فهي مسؤولة أخلاقيا وقانونيا
أطروحة إيمانويل مونييه:
إن ما يميز الشخص عن الأشياء في نظر مونييه، هو أنه ذات لا تتكرر ولن يحل مكانها أحد، بمعنى أنه ذات متميزة لها صفات لا توجد عند الآخرين. ويضيف مونييه صفتين للشخص هما التمرد والانشقاق، لأن هاتين الصفتين تؤكدان تميزه عن غير ورفضه لما هم سائد ودعوته إلى الانشقاق من أجل إقامة مجتمع جديد، ان عملية التشخصن هي عبارة عن حركة مستمرة للتحرر من كل عبودية داخلية أو خارجية، في إطار الجمع بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي، وقد أكد مونييه على هذه العلاقة الجدلية بين الذات والموضوع أي بين الفرد والمجتمع (بين الأنا والغير). في هذا الاتجاه نجد الفيلسوف الشخصاني يؤكد على ضرورة تحقيق الذات لكمالها، ثم بعد ذلك تنخرط في العلاقة مع الآخرين كشخصية فاعلة وليست منفعلة. فالإنسان لا يدرك ذاته غلافي الأخرين منذ طفولته المبكرة ويتعرف عليها في الاتجاهات التي توجهه فيها أنظار الأخرين.
الفلسفة الشخصانية (إيمانويل مونيه ومحمد عزيز الحبابى):
لما كان ضروريا مقارنة الشخص بوصفه قيمة ضمن هذا المحور من وجهة نظر الاتجاه الشخصاني مع كل من إيمانويل مونيه ومحمد عزيز الحبابي كان لزاما علينا الوقوف على المفاهيم التي تنسج النسق الشخصاني وهي كالتالي:
كانـــن المعطى الخام الذي يحل في العالم، فيلتقطه المجتمع.
أو ذاته مجموع شخصيات ( القانونية / الأخلاقية/ النفسية..الخ، التي تكون شخصه،
تشخصن الانتقال من الكينونة إلى الشخص.
مجتمع إطار تاريخي لتشخيص الكائن وهو يتطور من شخصية إلى اخرى، ويجمع بين شخصين أو أكثر.
إنسان الهدف الأعلى للتشخصنأنه لا يتحقق إلا في المجتمع.
أطروحة محمد عزيز الحبابي:
يروى محمد عزيز الحبابي بأن الإنسان يمر بثلاثة مراحل: تبدأهده المرحلة من (الكائن أو الفرد) تم (الشخص) لتصل
إلى ( الإنسان ) إذن فالفرد مادة خام أولية يظهر منها الشخص، عندما يميز نفسه عن الاخرين، وعندما يتحرر من كل ما يعوق تطوره الشخصي، وبعد أن يصل إلى مرحلة الشخص، تحدث النقلة إلى الإنسان. والإنسان عند الحبابي يشكل وحدة بين الكائن والشخص. فالكائن - الفرد- يخضع للضرورة، ويسيره المجتمع، ويخضع لكل مؤثرات البيئة المحيطة به . أما الشخص فإنه يبدأ بوعي ذاته وذات الآخرين ويبدأ بالتحرر من كل القيود المحيطة به فيكون شخصا فاعلا مبدعا وحرا. إن أهم ما يميز الإنسان عن الفرد هو امتلاكه لهدف ما، لغاية وقيمة يريد تحقيقها، بعد ان حقق وجوده في مرحلة التشخصن الإنسان بلغ تشخصنه درجة من النمو تجهله يقوم بنشاط ما، يحقق نوايا ترقى إلى أبعد من الأشياء الفردية
أن عملية التشخصن هاته ( الانتقال من الذات والخروج من عزلتها وفرديتها والاتجاه نحو الشخص ثم نحو الانسان ) تتم عبر الخطوات التالية:
الخروج من الذات: إن الشخص هو وجود يستطيع الانفصال عن ذاته ويصبح تحت تصرف الاخرين، ولا يستطيع ان يحرر الاخرين إلا إذا حرر نفسه قبل كل شيء.
البحث عن الحقيقة لا ينبغي على الفرد أن يبحث عن الحقيقة في الذات المنغلقة على نفسها، بل في الاوات الأخرى، لأن الحقيقة تظهر من خلال الاتصال بالغير وليس من خلال العزلة. إن الحقيقة تكتسب من الخبرة والتواصل مع الغير.
تحمل المسؤولية ينبغي على الفرد أن يأخذ على عاتقه مصائر الاخرين والامهم وافراحهم، وان يتحمل مسؤولية كل ذلك.
العطاء إن قوة الشخصية لا تتجلى فقط بالمطالبة والصراع حتى الموت، بل في الكرم والمجانية، إن الكرم يزيل كثافة المرء ويلغي عزلته.
الإخلاص إن مغامرات الفرد تستمر من الميلاد إلى الموت، وإن الإخلاص للشخص خلاصة ذلك أن الانفتاح على الاخرين لا إلغاء الذات وتميزهابل يعني تأكيد الذات وتمركزهما حول نفسها أولا، ثم خروجها على العالم لكي تمارس نشاطها بفعالية دون أن تفقد شخصيتها.