"الانسان مسؤول
اخلاقيا مع ذاته وأمام
الناس وأمام الله "
كانط
-مدخل تمهيدي :
تجدر الاشارة الى ان تناولنا للشخص لن يكون بصفته ، لفظة او كلمة او مصطلحا ،بل ، بصفته مفهوما وهذا سيكون ديدننا مع كل الدروس والمجزوءات التي تغطي المقرر الملاحظة الثانية ان مفهوم الشخص يبدو ، وكالة ، يريد ان يطرح نفسه كبديل عن مفهوم الشخصية الذي كان مقررا في المقررات السابقة ، الشيء الذي يدفعنا للتساؤل عن الفرق بين مفهومي :" الشخص" و" الشخصية " والحقيقة ان مفهوم الشخص تناولته الفلسفة باعتباره ائنا واعيا له حرية وقيمة، هذا الكائن الاخلاقي والحقوقي المتميز صاحب الوعي والعقل والارادة ، يختلف عن مفهوم الشخصية الذي تناولته العلوم الانسانية كموضوع للدراسة ، وذلك من خلال مظاهره النفسية والاجتماعية والتربوية .. الخ انطلاقا من هذه الاعتبارات ، واخرى ، ستتضح معالمها اثناء الدرس ، يمكن القول ان مفهوم الشخص قابل للتناول الاشكالي
-البناء الاشكالي لمفهوم الشخص :
1. المحور الاول الشخص والهوية :
يتميز الانسان على موجودات هذا العالم وموضوعاته ، بوعيه باعتباره ذاتا متميزة ومستقلة ، غير ان هذا الانسان ليس شخصا فحسب ، بل هو هوية متاصلة في الدات لذلك الفلسفة والعلوم الانسانية قد اهتمتا معا عبر تاريخيهما بمسالة الهوية الانسانية : فعلياي اساسا تقوم هوية الشخص ، اذن ، هل على اساس تطابقها مع ذاتها ووحدة نفسها ؟ بمعنى اخر هل يفترض في هذه الهوية التي ننسبها لأنفسنا وحدة ثابتة ام ان هوية الشخص هي هوية متعددة ومتباينة ؟ لو افترضنا ان هوية الشخص هي هوية متطابقة فما هو منشأ ومصدر هذا التطابق ؟وما هي حدوده ؟ وكيف نفسره ؟
2. المحور الثاني الشخص بوصفه قيمة :
اذا كانت جل الفلسفات تتفق على ان الانسان كائن مسير على باقي الكائنات الأخرى ، لكونه الكائن الوحيد الذي ينظر الى نفسه بوصفه قيمة ، وايضا لافعاله ، فهل تتحدد قيمة الشخص من خلال ما يميزه من وعي وارادة ، وكذا قدرته على التميز عن اشيا ء وموضوعات العالم الخارجي ؟ ام ان قيمة الشخص تكمن في التعامل معه كغاية في حد ذاته ؟ اين تكمن قيمة الشخص ، هل في مجال الوجود الفردي ، ام من خلال التضامن الاجتماعي
3. المحور الثالث الشخص بين الضرورة والحتمية :
ان هذا الشخص رغم هذه الهوية وهذه القيمة فهو ينتمي الى مجتمع معين ويعيش وفق شروط موضوعية ، تجعله يدرك ان وجوده مشروط بظروف قاهرة وإكراهات وحتميات يخضع لها ، وهذا ما يفضي الى فقدن هذا الشخص حريته ، والتي بدونها ستنتفي جميع ابعاده الانسانية لكن رغم ذلك فالإنسان يرفض الإستسلام لواقعه ، ويفكر في تجاوزه فما السبيل الى تجاوز هذه الشروط والإكراهات لكي يحقق الشخص حريته ويمارسها ؟